تستمسك بمقوما تها الخاصة سحقتها الامم القوية» [1]
و ندد المفكر الاسلامي الشيخ محمد الغزالي بهذه الدعوة، فقد كتب يقول:«اما
مبدأ العالمية فهو و إن كان مبدأ الانسانية و السلام و الخير العام إلّا أن امم الغرب و
حكومات الاستعمار جعلته شبكة تصطاد بها ضعاف العقول و تكسر به حدّة
المقاومة عند الشعوب المظلومة حتى تكون لقمة سائغة لها»[2].
و ندد بها أيضاً الاستاذ عباس محمود العقاد و ذكر عنها كلاماً مشابهاً لما سبق،[3]
و من يقرأ كتاب «احجار على رقعة الشطرنج» للأميرال و ليام غاي كار يجده
حاشداً بتأكيدات متوالية على ان فكرة العالمية قد نشأت من مخططات التلمود و
الصهيونية.
و هنا نقاط ثلاثة لابد من بيانها و هي:
1. ان المفهوم الذي يطرحه هؤلاء للعالمية هو مفهوم سياسي محض لا تلامسه
أي جنبة اخلاقية، و انه قد اساء بسبب ذلك إلى اصل الفكرة العالمية و جعلها
محمّلة بتركة ثقيلة و سمعة مشوّهة بحيث يصعب على من يريد الدعوة اليها مجدداً
ان يجد من يصدّق بنزاهته، و هذه صعوبة جديدة تضاف إلى الصعوبات الاصلية
التي تواجه فكرة الدولة الاسلامية العالمية التي تعد من اصول الفكر السياسي
الاسلامي و ضروراته البارزة.
2. ان موقف المعارضين للعالمية لم يكن دقيقاً، و انه وقع ضحية الخلط بين
أصل الفكرة و التوظيف الاستعماري الغربي لها. فإن العديد من اقطاب الفكر الغربي
دعوا إلى العالمية و نبذ القومية تحت ضغط الواقع المرير الذي عاشه الغرب خاصة
و العالم عامة خلال الحربين العالميتين الاولى و الثانية. و الذي تمّ تفسيره على انه
(1). المصدر نفسه / ص 158.
(2). حقيقة القومية العربية / ص 200.
(3). ساعات بين الكتب / ص 298.