|77|
السيادة التي صيغت عقائديا من خلال عنوان الحاكمية الالهية.
و الخلاصة من كل ذلك أن الإسلام هو الدين الحق الذي يجب أن يظهر على
سائر الأديان و يكون أتباعه شهداء على سائر الناس و خلفاء الأرض ؛ لأنّ كلمة
الله فيهم، و كلمة الله هي العليا، و أن تكون العزّة لهم وحدهم، و هذا ما يساوق
السيادة؛ إذ لا تنحصر العزّة بأحد من الناس إلّا على أساس أن يذعن الآخرون له، و
هذا ما يفرز قاعدتين في التصور السياسي الاسلامي هما:
1. القاعدة الأوّلية و هي أن تكون الأرض كلّها إقليماً واحداً لدولة واحدة
تسكنها أمّة واحدة هي أمّة الإسلام، و أن المسلمين مكلّفون ببسط سيادة التوحيد
على الأرض و عدم ترك بقعة واحدة منها لراية أخرى، و حيث إنّ تحقّق هذه
القاعدة موكول لانتصار المسلمين؛ لذا تظهر قاعدة أخرى إلى حين ظهور الدولة
العالمية الواحدة المستوعبة للأرض كلّها و هي الدولة المهدوية.
2. القاعدة الثانوية و هي أن تنقسم الأرض إلى دارين؛ دار للاسلام و دار
للكفر،و هذا الانقسام بلحاظ الواقع لا الشرعية؛ إذ لا شرعية للكفر في مطلق
الظروف والأحوال.
و حينما ننظر إلى هذه القاعدة نجدها خلاصة شديدة التركيز من الرؤية العالمية.
و لكي يكون بالإمكان شرحها و تسليط الضوء الكافي عليها لا بدّ لنا من تحليلها
إلى عناصرها الأولية التي تتكوّن منها و هي:
1. مفهوم الأمّة في الإسلام.
2. دار الإسلام و دارالكفر.
3. الدولة الاسلامية واحدة ام متعدّدة.
4. فريضة الجهاد و الدعوة.
إن هذه الأبعاد و القاعدة الفكرية التي انطلقت منها تبيّن أن المجتمع السياسي
الإسلامي يقوم على محور عقائدي و أن النشاط الإنساني المتجسد في حركة الفرد